يُروى عن الإمام الشعبي (ت: 104 هـ) أنه كان، على علمه الغزير، وورعه الكثير، ساخراً، ذا دعابة،
وخفة ظلّ. وكان أكثر ما يكون سخرية من المغفلين الذين يسألون عمَّا هو معلوم بمحض البداهة، أو يطلبون الفتوى
في أمور لا جدوى منها. وقد أورد الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) أن رجلاً لقي الشعبي ومعه امرأة يمشيان،
فسأله: أيُّكما الشعبي، فأشار الشعبي إلى المرأة قائلاً: هذه! وسأله آخر عمَّا إن كان ولد الزنى أكثر شرَّاً من والديه،
فقال: لو كان كذلك لرُجمَت أمُّه وهو في بطنها ولم تؤخَّر حتى تلده! وحدَّث مجالد أن الشعبي سُئل، مرَّة، عن الغوغاء
فقال: نعْمَ الشيء هُم؛ يسدُّون السَّيل، ويطفئون الحريق، ويشغبون على ولاة السُّوء!
وروى إسحاق الأزرق عن الأعمش أن رجلاً سأل الشعبي، يوماً، عن اسم امرأة إبليس، فقال: ذاك عُرس ما شهدته.