هـــــــــــل أنت فضولي؟
الفضول صفة في الكيان البشري يمكن أن توظفها للبناء وتحقيق النجاح في مختلف أوجه الحياة.. كما يمكن أن توجهها الإساءة إلى الآخر، بل وإلى تدميره ، فالفضول درجة عالية من حب الإستطلاع تدفعك إلى بذل جهدك لكي تحصل على المزيد من المعلومات على الآخر فيما يختص بنواحي حياتك أو عن موضوع معين يهمك أن تلم بكافة نواحيه.
الفضول في الدراسة
ولذلك فان توظيف الفضول، الإستفادة منه في الدراسة يدفعك إلى الإطلاع على المزيد من المراجع المكتبية والإلكترونية ويسهل علينا طريق التفوق والتميز على باقي الزملاء.
الفضول في العمل
اما في مجال الأعمال فان توظيف الفضول بطريقة إيجابية يدفع إلى النجاح والتألق، فمثلاً في المجال الصحفي تعتبر صفة الفضول الصحفي هي أساس وركيزة يحتاجه الصحفي وبخاصة في مجال التحقيقات الصحفية. فان الحاسة الصحفية ترشد الصحفي الى الموضوع الساخن الذي يهم القارئ أن يتابعه في ذلك الوقت المعين، ثم يقوم الفضول الصحفي بدفعه الى البحث الجيد في تفاصيل الموضوع بين يديه اي القاء الأسئلة الذكية التي تنير له الضوء لكشف الحقائق وهكذا، وبفضل الفضول الصحفي الإيجابي يخرج ذلك الصحفي بأنجع التحقيقات الحية وبأفضل الموضوعات التي تشبع فضول القراء وترضي حبهم لمعرفة الحقائق الخافية للاصوات الساخنة..
اما في دنيا الأعمال الحرة فان التاجر المتمرس او الشاب الذي ينوي أن يقيم مشروعاً عملياً جديداً لابد من أن يستفيد من فضوله لكي يعرف الكثير من الأخبار والأسرار التي تتعلق بالسوق وبكل ما يخص نوع البضاعة أو المجال التجاري الذي ينوي أن يدلي بدلوه فيه .. وكلما عرف أكثر ضمن تفادي تعرضه للخسارة ووثق من في أنه يحقق ربحاً مضموناً وأمن تقلبات السوق والتجارة وهكذا يمكن استثمار الفضول الإيجابي الهادف للخير لتحقيق النجاح في الحياة والأعمال.
كن ذكياً ولا تقع في براثن فضولي لا يقصد خيراً.. كيف؟
أولا: لا تلقي الكلام جزافاً لا تيأس من إجابتك عليه بصراحة، لكن صراحتك تكون صراحة الأذكياء وليست صراحة السذج. ويتغير آخر فانك تبين وتوضح معاني المعلومات التي تفصح عنها لكن في ضوء ما يمكن أن يترتب على ما تتفوّه به من كلام وما يتأتى عن مواقفك من نتائج.. في حياتك العملية وفي علاقتك بالآخرين.
ثانياً: يجب أن تكون الفضفضة بقدر معين: لكل موقف قدر معين مناسب من الوضوح والصراحة ويجب أن لا يزيد كلامك عنه أو ينقص، لذلك قدم للفضولي من الكلام والتصريحات ما يلزم فقط.. وذلك في ضوء ما يحتاج إليه ـ كل موقف على حده ـ من غير زيادة أو نقصان.. فتسلح بحاسة «الحدس» عندك وأشحذ ذكائك الفطري فتستطيع أن «تعاير»الكم المناسب من التوضيح والصراحة في الموقف المختلف التي تتعرض له.
ثالثاً: لكل مناسبة ما يناسبها فكما يقولون لكل مقام مقال.. فيجب أن تفكر في المناسبة التي يثقل عليك فيها ذلك الفضولي بأسئلته واستفساراته وتواجده، كذلك يجب أن تصبح كلامك وتصرفاتك مناسبة للموقف الذي توجد فيه فان توضيحك وإعلانك للمعلومات الموجودة عندك وصراحتك في البوح بما عندك تكون غيرها مع رئيس.. وغيرها مع غريب وغيرها مع عاقل متزن وغيرها مع صاحب مزاج حاد..
بإختصار يجب أن تتكيف أقوالك وأفعالك مع ـ كل حالة على حداـ ومع كل موقف من المواقف بإختلاف ظروفها.
رابعاً: ركز على هدفه،استعن بكل ذكائك وبكل فكرك لكي تتوصل الى الهدف المستتر الذي يبقى ذلك الفضولي تحقيقه من أن يعرف منك مزيد من المعلومات الخاصة في موضوع معين ، فقد تكون الأسئلة الفضولية الموجهة إليك بهدف التوصل الى أسرار شخص آخر أو أسرار تخص عملك وعليه قرر أن تتحدث فقط بما لا يحقق غرض فضولي من ضرر متوقع.
الحل البسيط
إن لكل منّا درجة من درجات الإستعداد لتقبل أسئلة الفضولي عن العمل أو البيت أو الأسرة أو..أو... والتعامل معها بدون خسائر. اما إذا وقعت فعلاً في براثن فضولي وسألك سؤالا لا ترغب في الإجابة عنه فما عليك إلا أن تقول له ببساطة شديدة وابتسامة هادئة.. «معذرة فاني لا أرغب في الإجابة على هذا السؤال إذا لم يكن عندك مانع.. ثم تطرق إلى موضوع آخر في مجال آخر ...........
واخيرا::::::::::::
شايل هموم الدنيا مالك.......................ز