حزائى المسروق
لا تحزن ..
سأجدك يوما بإذن الله ..
وأصفع بك وجه الخونة من الرفاق ..
عفوا ~ بل سأصفعك بأوجههم ..
وألقنهم درسا في الوفاء بعد إشهارك أمامهم ؛ ليعاينوا رمزا من رموز النبل في زمن الخداع والخيانة !
نعم .. فأنت خدمتني أيها الحذاء النبيل وأسديت إليّ معروفا ..
حملتني شهورا على متنك ..
حميتني من أشواك الأرض وقذاها ..
ومن حصاها وديدانها وأذاها ..
في حين أن أولئك المتملقين لم يهدوني هكذا معروف ..
ولم يرهقوا أنفسهم في خدمتي وحمايتي وإسعادي !
كل ما أحتاج إليه اليوم مطرقة ومسامير مع فرامة أحذية ..!!
عذرا حذائي .. سأضطر آسفا لإلقائك في فرامة لا ترحم جزمة ولا بوتا .. ولا صندلا أو زنوبا !
أريد أن أقطعك إربا إربا ..!
بعدها .. سألملم شتاتك المنثور .. ومن ثم سآخذ قطعة منك وأغرسها في جبهة خائن من أولئك الذين حدثتك عنهم بمسمار صلب !
وسآخذ القطعة الثانية وأدقها في جبهة مخادع ثان ..!
وهكذا .. حتى أزرع ألف وصلة في ألف جبهة بألف مسمار !
عندها ..
سأعترف أني أنا الآخر قد مارست الخيانة معك أيها الحذاء !
ولكن سيرتاح قلبي .. فقد جعلتك وشما في جباههم ..
ليعلم أبناؤهم والأحفاد أن الوفاء له مئة ألف معنى أو تزيد !
لينتهي الذين من صلبهم عن صفة آبائهم والأجداد !!
لا تعجب قارئي العزيز إذا أخبرتك أني أقول له : ( وأنت بكرامة ) بين فترة وأخرى عندما أحدثه عنهم !!
ولا تستغرب ناظر أحرفي من هكذا صنيع !
فسيف الجفاء وخنجر الخيانة من المؤلم أن تــُجرح وتــُطعن بهما في آن واحد !
كم هو مزعج حينما تبحث عن يد حانية تمسح على رأسك وتخفف عنك أحزانك وتقلل من وقع تصاريف القدر عليك ولا تجدها !
وإن ظفرتَ بها لا تلبث إلا قليلا .. فيحل عليها مصيبة وداع أو موت !
يا رب .. اجعلني وقارئي من الأوفياء .. وسُق إلينا أرباب الوفاء !