(( توجيهات أبويّة حكيمة تتعلّق بالتربية السليمة ))
<(###)> كان << إبراهيم بن الحسن بن سهل>> أديبا وفارسا، وراجحا في عقله ، وفاضلا في رأيه ، وكاملا في أدبه ، ومحمودا في جميع أموره ..
==> وكان أبوه معجبا به.. فدخل عليه بغتة في "يوم عيد" لينظر الى حاله وهيئته في مثل ذلك اليوم ، كيف هي؟؟
<(**)> فوجده وحده ليس عنده أحد يونسه ويستريح الى مجالسته ، ويقطع به نهاره..
<><> فأنكر ذلك عليه ولم يرضه منه..
===> وقال له: ((يا بنيّ !! ما لك منفردا ؟ ولا أرى أنيسا عندك ، ولا ملهيا بقربك؟!!
<><><> وإنما كان ينبغي لك أن تكون قد أعددتّ لهذا اليوم"جليسا" (بحيث تكون مواصفاته كالآتي) : (1) أديبا ، (2) عالما بالأخبار ، (3) وحكيما ، (4) ومسامرا ظريفا ، (5) وراويا للأشعار ، (6) ودمثا (نبيل الخُلُقِ)، (7) وحصيفا (محكم الرأي)، (
ومنذرا ، (9) وطيّبا ، (10) وبريئا ، (11) وملهيا ، (12) وغردا (مجيدا للكلام وبصوت عذب) ، (13) وحاذقا ، (14) ومصيبا ))..
***********************
===> (( يا بنيّ !! أوما علمت ان مجالسة أهل "الطرف والأدب" (يكون فيها الآتي): -1- حياة للقلوب ، -2- ، ومنبّهة للعقول ، -3- وزيادة في المروءة ، -4- وتحشد على طلب معالي الأمور ))..
<><> وقد قال أحد الحكماء : (( كم من نفس أصيلة أخملها صناعة التأدّب!!!!!
وكم من نفس وضيعة قد رفعها الأدب!!!!! ))..
***********************
===> (( يا بنيّ !! إن الأدب أخفّ محملا من الجوهر الثمين ، وأنفع من المال الطاهر ، وأحسن من الرياش ، وأنجى من الجيوش في الشدائد ، وأزين في الرخاء من مدخور العلائق ، وأجود في المحافل من نفيس الذخائر ، وإنس في الوحدة من القرائن ، وأجمع في الغربة من الوطن ))..
***********************
===> (( يا بنيّ !! أوما علمت ما قال بعض حكماء العرب؟! إذ يقول لإبنه :
<< يا بنيّ [أطلب العلم، وأحرص على الأدب]، فإن فيهما (الآتي):
(1) زيادة في العقل ، (2) ودليل علي الخير ، (3) وعون علي المروءة ، (4) ووصلة في المجالسة ، (5) وشفيع أمام الحاجة ، (6) وانس في الوحدة ، (7) وصاحب في الغربة ، (
ووسيلة إلى أهل العلم والجدّ ، (9) وسبب إلي الدنو من أهل الشرف والمقدرة >> ))..
***********************
===> (( يا بنيّ !! ما رأيت كيف "يعلّم العالم" العالم ؟! و"يأنس الجاهل" بالجاهل؟!))..
***********************
===> (( يا بنيّ !! أوما تعلم << ما يين المرء وما ينقضه، ويخلّ بمروءته، ويضع من قدره ، ويخمل شرفه >> (هو الآتي) :
-1- تركه طلب العلم والأدب ، -2- ورغبته عنهما ، -3- وزهده فيهما ، -4- وقلّة معرفته بفضلهما ، -5- وجهله بعظيم قدرهما>>.
<><> وقد قال خالد بن صفوان : [ ما الإنسان لولا الأدب إلاّ صورة مصوّرة ، ونهمة مهملة )).. .
<><> ولقد أنشدني أبو الهذيل العلاّف في مثل ذلك :
ــ إذا لم يكن للمرء عقل يزيّنه <==> ولم يكن ذا دين قويم ولا أدب ،،
ــ فما هو إلاّ ذو قوائم أربع <==> وإن كان ذا مال كثير وذا حسب ))..
والمعنى : (إذا كان الشخص ناقص العقل والدين والأدب ، فيصبح كالدابة وإن كان ثريّا وصاحب حسب ونسب)..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
ولله درّ من قال: <*> كرم المرء تقواه<*> ومروءته خلقه <*> وحسبه دينه..
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد