الفحص الطبي قبل الزواج.. قضية لا تخضع للنقاش..!
الزواج مؤسسة في غاية الاهمية داخل المجتمع الكبير وهو نقطة انطلاق حقيقية نحو تكوين أسرة فاعلة، وحين نتحدث عن الزواج نعني الزوجة والزوج ثم الابناء وعندما تكون البدايات صحيحة في الغالب تأتي النتائج وفق ما هو مطلوب.. وإذا كانت الشروط المعنوية مستوفية بدرجة ما بين الشاب والشابة فإن اللياقة الصحية هي جانب ما أساس ومكمل لتلك الشروط لذلك فإن خضوع الرجل والمرأة الى الفحوصات الصحية التي تسبق الزواج أصبحت أمراً ضرورياً في أغلب بلدان العالم رغم أننا في السودان مازلنا ننظر الى هذا الموضوع بنوع من التوجس المصحوب بالرفض المسبق، دون أن نقدم مبررات مقنعة في هذا الخصوص..
عشرات الآلاف من الاطفال الذين يولودن وهم يحملون معهم عاهات وتشوهات خلقية، وآلاف مثلهم يخرجون الى هذه الدنيا مصحوبين بالامراض الوراثية والصفات الجينية الناتجة من أبويهما.. ومع ذلك يقف العرف والعادة واللامبالاة دون أن يفكر شاب أو شابة في مراجعة الطبيب قبل أن تكتمل مراسم الزواج حتى يتأكد من أنهما لائقين صحياً لبعضهما البعض..
ما تزال المجتمعات العربية تنظر الى الفحص الطبي قبل الزواج كأمر غير ضروري، ولأنه قد يكشف لأحد الطرفين المقبلين على الزواج ما لم يرغب الطرف الآخر بالإفصاح عنه ولذا لزم التوعية بأهميته من حيث أن لكل الزوجين حقاً من شريكة وأن يكون معافى البدن وكذلك من حيث أنه حق للمجتمع في وجود أقل نسبة من المعاقين جسدياً أو المتخلفين عقلياً بمرض مزمن نتيجة بعض التشوهات الوراثية وبعض الآفات الجنسية.. وأضاف أن هناك بعض الامراض الجسدية غير الظاهرة لا يتم الكشف عنها الا بالدراسة ، بعض هذه الفحوصات غير مكلفة وبعضها مكلف يتعذر اجراؤه الا في حالات معينة كأن تكون الحالة المرضية متكررة بشكل كبير أو في حال زواج الاقارب إذ توجد بعض الامراض الوراثية تنتقل عبر موروثات معينة وبالتالي تنتقل للذرية، ومن الامراض الوراثية والتي يمكن كشفها بسهولة فقر الدم المنجلي وعوامل تخثر الدم ويمكن التركيز على الحالات التي يوجد فيها عامل وراثي أو الامراض التي يشتبه الطبيب بالاصابة بها خلال الفحص السريري العادي ، اما الامراض المعدية كالسل والذي يمكن كشفه عن طريق الصورة الشعاعية للصدر، ومنها الجنسية فيمكن عن طريق كشف الاصابة بداء نقص المناعة المكتسبة«الايدز» والهربس وما شابهه من الامراض المستعصية، وهناك امراض يمكن كشفها بالتحاليل ويمكن الشفاء منها مثل مرض الزهري «السفلس البني» وهناك بعض الامراض قابلة للشفاء يمكن أن يأخذ المريض العلاج ويشفى ويمكنه الزواج دون إعلام الشريك الآخر بالاصابة ما دام قد شفي منها لأن ديننا أمر بالستر، أما عن مرض الكبد الوبائى«ب» فيمكن للشريك الآخر أن يأخذ اللقاح فإذا كان احدهما مصاباً بها فلا توجد مشكلة ويشرح الامر للآخر، وهذا امر عادي وغير مخيف، وإلا فإن فتح باب الكشف الطبي قبل الزواج قد يقفل باب الزواج نفسه.
وأشار الى اهداف الكشف الطبي قبل الزواج منها معرفة وجود امراض خطيرة تتنافى مع استمرارية الحياة كأمراض القلب المزمنة والسرطان خاصة الدموي والذي يمكن وجوده في اعمار مبكرة نسبياً أو تتنافى مع إمكانية إتمام الزواج بدنياً ولها عواقب تتمثل في عدم القدرة على الانجاب مثل مرض السكري الذي يتسبب في الاصابة بالعقم أو الاجهاض أو تشوهات لذا يجب معرفة المقدم على الزواج من خلوه من مرض السكري، فاذا كان الشريك مصاباً يجب النصح بعد اتمام الزواج ضرورة كشف امكانية القدرة على الانجاب بفحص السائل المنوي للزوج والفحص الهرموني للزوجين، وذلك باجراء أشعة فوق الصوتية للخطيبة لمعرفة وجود أي تشوه في الرحم كغياب الرحم أو وجود حجاب مهبلي يعيق عملية الجماع وغير ذلك من الامراض التي تؤثر على الحياة الجنسية للزوجين وبالتالي تكون سبباً رئيسياً في نقل الامراض المزمنة.
وقد يؤدي اختلاف الزمر الدموية بين الزوجين الى امراض في الذرية، حيث تتنافر الزمر ويؤدي الى الاجهاض المتكرر والأكثر شيوعاً هو تنافر عامل «الريسيوس RH» فقد ينجو الطفل الاول بينما يتعرض الاطفال الآخرين الى انحلال الدم وقد اصبح تجنب هذا الامر بحقن الأم بعد الولادة بابرة خاصة ومن الامراض التي تنتقل بالجنس وهي كثيرة منها السلفس«الافرنجي» الهربس والسيلان البني والميكوبلاسما والتريكوموناس والكانديرا والايدز والتهاب الكبد الوبائى«ب» وج» وغير ذلك كثير. وقال إن بعض الناس يحجمون عن الاقدام على هذا النوع من الفحوصات بسبب الخشية من معرفة حقيقة حملهم للمرض والاخطر منه الاصابة بمرض جنسي لأن مجتمعاتنا لا ترحم وليس فيها الشفافية المطلوبة، ولذلك لابدّ من تعميم ثقافة الفحص الطبي بين الشباب وتشجيعهم بالاقبال عليه واجرائه ولابدّ أن يلتزم القائمين بالفحص على الامانة والسرية التامة.
انتشرت عدة امراض في الاوانة الاخيرة منها مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز فيروس الكبد الوبائي «ب وج» لذا أتت أهمية الفحص قبل الزواج بالنسبة للشباب المقبلين على اكمال نصف دينهم هذا يأتي من مصلحة المجتمع واقترح أن تدرس وزارة الصحة فكرة إلزام طلاب الثانوية والجامعات بضرورة الفحص، وأضافت أن وزارة الصحة السعودية أصدرت قراراً بأن لايتم أي نكاح إلا بعد إجراء الاختبارات الطبية من أجل صحة الشباب ومتابعة حركة الامراض والفيروسات التي توصف بالخطرة سواء من المجتمع المحلي أو الدولي ، ويجب ان يقوم مجتمعنا بانتهاج هذا المنحي.
وبالمناسبة-------------------------------------------
تعيش في الظلمة وانت صباحي ----انت طبيبي اموت بجراحيييييييييييييييييييييييييييييا