تعددت الأسباب والإنحراف واحـد
إن اسباب انحراف ومشاكل الشباب كثيرة ومتنوعة وذلك ان الانسان في مرحلة الشباب يكون على جانب كبير من التطور الجسمي والفكري والعقلي لانها مرحلة النمو فتحصل له تطورات سريعة في التحول والتقلب فمن ثم كان من الضروري في هذه المرحلة ان تهيأ له اسباب ضبط النفس وكبح جماحها والقيادة الحكيمة التي توجه الى الصراط المستقيم.
كثيرا ما نسمع في مجتمعات الافراح والاتراح حكاوي تتداول بين الناس عن شبابنا وشاباتنا في الجامعات وغيرها من ممارسات منحرفة يشتعل الرأس منها شيبا من «زواج عرفي وتعاطي مخدرات بانواعها من هيروين وكوكايين وغيرها».
تشريح اسباب الانحراف عند المختصين فهي لا تختلف كثيرا عن آراء بقية افراد المجتمع حيث قالوا ان اهم اسباب الانحراف الفراغ وهو داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية (اذ النفس لابد لها من حركة وعمل فاذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والافكار الرديئة على القلب وربما حدث له ارادات سيئة شريرة ينفس بها عن الكبت الذي اصابه من الفراغ وعلاج هذه المشكلة ان يسعى الشباب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة او تجارة او كتابة او غيرها مما يحول بينه وبين هذا الفراغ ويستوجب ان يكون عضوا سليما عاملا في مجتمعه لنفسه ولغيره).
ويشير مختصون في تشخيصهم لاسباب الانحراف الى الجفاء والبعد بين الشباب وكبار السن من اهليهم ومن غيرهم فترى بعض الكبار يشاهدون الانحراف من شبابهم او غيره فيقفون حيارى عاجزين عن تقويمهم يائسين من صلاحهم فينتج من ذلك بغض هؤلاء الشباب والنفور منهم وعدم المبالاة باي حال من احوالهم صلحوا ام فسدوا وربما حكموا بذلك على جميع الشباب وصار لديهم عقدة نفسية تجاه كل شاب فيتفكك بذلك المجتمع وينظر كل من الشباب والكبار الى صاحبه نظرة الازدراء والاحتقار ويقولون (هذا من اكبر الاخطار التي تحدق بالمجتمعات وعلاج هذه المشكلة ان يحاول كل من الشباب والكبار ازالة هذه الجفوة والتباعد بينهم وان يعتقد الجميع بأن المجتمع بشبابه وكباره كالجسد الواحد اذا فسد منه عضو ادى ذلك الى فساد الكل كما ان على الكبار ان يشعروا بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم نحو شبابهم وان يستبعدوا اليأس الجاثم على نفوسهم من صلاح الشباب فان الله قادر على كل شيء فكم من ضال هداه فكان مشعل هداية وداعية اصلاح).
ومن الاسباب ايضا، الاتصال بمجموعة منحرفة ومصاحبتهم وهذا يؤثر كثيرا على الشباب في عقله وتفكيره وسلوكه وعلاجه حيث ( يجب ان يختار الشاب لصحبته من كان ذا خير وصلاح وعقل من اجل ان يكتسب من خيره وصلاحه وعقله فيزن الناس قبل مصاحبتهم بالبحث عن احوالهم وسمعتهم فان كانوا ذوي خلق فليتمسك بهم. والا فالواجب الحذر منهم والبعد عنهم وان لا يغتر بمعسول القول وحسن المظهر فان ذلك خداع وتضليل يسلكه اصحاب الشر ليجذبوا بسطاء الناس لعلهم يكثرون سوادهم ويغطون بذلك ما فسد من احوالهم).
اذاً تعددت الاسباب والانحراف واحد والراجح بل المؤكد انه طالما شخصت اعراض المرض وجد له الدواء ولتكن هذه دعوة لكل من يشعر بأنه حاد عن الطريق المستقيم ان يبحث عن سببه ويحاول معالجته ليكون عضوا سليما في مجتمعه.
تخريمه:
بالامل صبرت قلبي وعشتة في دنيا الاماني.